Tuesday, October 9, 2012

--- 1 ---


وعاشوا في سبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات!!

من هنا تبدأ قصتي،
 ولا تندهشوا من هذه البداية التي لن أطيل عليكم قبل أن أبدأ بسرد تفاصيلها، ولقد رغبت أن أبدأها من حيث يجب ان تنتهي القصص عادة، ولعلمكم لن تكون هذه النهاية المتوقعة هي ما سيرد هنا، لكني بدأت بها لأن في هذه البداية "النهاية" تكمن كل التفاصيل القادمة، فتلك العبارة لطالما شغلتني أو لنقل انه شغلني تفادي الوصول إليها، ولابد انك ستكتشف من كلامي كم كرهت تلك اللحظة التي كانت تنتهي بها القصص التي كانت تروى علينا، ولعلمكم، لم تكن الحال كذلك في بداية الأمر، كانت النهاية تعني تلك الرعشة التي تنتفض من داخلي، وتقشعر لها خلايا جسدي المنكمش، ولكنه التكرار، التكرار في رواية القصة ذاتها، كل ليلة، يجعلك تبحث عن المتعة في التفاصيل، في خفايا القصة الغير مروية، فالنهاية الحتمية للثبات والنبات، لم تعد هي الهدف، وستصبح تلك العبارة دوماً نهاية المتعة الفائقة لسماع تلك القصص المتوارثة والتي اندثرت، ولكن لابأس، المبدأ لن يتغير، القضية هي في المتعة التي تحصل عليها، ولا يهم الطريقة، الهدف ان تتمتع، وان تتمتع قدر الامكان، ولن اخفي عليك منذ الأن أنه سيكون الموت الرحيم هو النهاية المتوقعة لقصتي بدلا عن الثبات والنبات، ففي قرار طريقة موتي سيكون لذلك متعة ان أحرم الاخرين من انتظار موتي، وأنا كلي إدراك بأن كل تلك المحاولات لن تثبت أن قضية المتعة والاطالة في سريانها أصبح الهدف الأكثر إلحاحاً في التاريخ البشري الحالي، ولكنها محاولات ستقربني من اكتشاف أكثر جوانب غموض هذه النفس البشرية!.

مقدمة كالتي سبق تجعلني اقع في متاهة التعريفات، والمصطلحات، وأشعر بي كمحاور يريد ان يقنع الأخر برأيه، وبأقل زمن ممكن، فلا يجد وسيلة سوى اطلاق النار على رأسه!! ثم لا يتباطآ في أن يسأله بسذاجة هل لاتزال حياً ترزق؟ كنت اريدك ان تقتنع، لم يكن موتك هدفي، لكني لم اجد طريقة لأقناعك سوى موتك!!
ولا تتوقع مني الأن أن أكرر عليك السؤال "هل لاتزال حياً ترزق؟" سيكون من السذاجة لو فعلت، وسأطلب منك، ان تصحو من موتك الأن، ودعني أخبرك بقية القصة، فنحن لم نزل في مكمن الطفولة البعيد عن مساحات الموت، ولدينا الكثير من الوقت والكلام لنصل لتلك اللحظات، إلا إذا تدخلت الاقدار عكس ارادتنا وجعلت الموت اقرب مما نود لهذه الحكاية ان تطول!!!!


--- 2 ---

No comments:

Post a Comment