Monday, October 8, 2012

--- 16 ---



حب بلا وصال!! ذلك شيء كنت ابغضه في بادئ الأمر، وأحمّله سبب الكثير من الحزن والقلق في حياتي، لكن مع الوقت تعلمت كيف يكون ذلك الحب صمام أمان لقلبي في نفس الوقت الذي يحطم روحي!!، انتظروا قليلا وسأشرح لكم تلك المتناقضات، فذلك الحب شكل السد المنيع امام اي امرأة قد تخترق بحبها قلبي المسكون بحب صبّا، وذلك جعلني اقترب من النساء بطريقة سلسلة طبيعية، لا ادعاء ولا تصنع فيها، لم تعد المرأة مرأة، بل اصبحت صديقاّ،  شريكاً وفي كثير من الاحيان نداً، لاشيء يفقد المرأة موقعها بالنسبة للرجل مثل الحب، الحب يرفعها بالنسبة للرجل من مصاف البشر إلى مكانة الملائكة، ويرفعها عاليا كلما اتقد ذلك الحب، لم اكن احلم بامرأة ملاك، لا اريد لأمراتي ان تكون ملاكي، كنت اريدها ان تكون بشرية مثلي، لها ما لي وعليها ما علي، ولم يكن ذلك ممكنا لو كنت احبها، لو كنت اراها ملاكا وإن تكن بشرا، كان لابد للحب من ان يختفي من علاقتي بالمرأة، وتلك كانت فرصتي، فقلبي المغلق على حب صبّا، لن يقع في الحب، ولكني سأجد المرأة من حولي كل يوم، سأقترب منها دون خشية الفقدان، دون الخوف من لوعة تصيبني ولا اشفى منها بعد ذلك، وهكذا حياتي تحولت إلى امتحان طويل، لم تعد الخشية من السقوط في الامتحان تعنيني، فأنا اعلم ان الامتحان لن ينتهي في يوم من الايام، وطالما هو مستمر، فلن يكون هناك يوم النتائج، تلك حالة اشكر عليها جنيتي، التي لم تستطع ان تغير من طبيعتي كبشري يقع بالحب، ولكنها وضعت في طريقي حباً، جعل وصال الحب بالنسبة لي مستحيلاً، 
هل يلف الغموض الحالة التي احاولها وصفها لكم؟؟ 
انظروا قليلا لعلاقة المرأة برجل شاذ، كيف هي تلك العلاقة، الا تظنون انها علاقة صداقة روحية مليئة بالإنسانية ، لا تشوبها منغصات العلاقة بين رجل وامرأة عاديين، المرأة تثق بالشواذ لأنهم لايفكرون في جسدها بل يصادقونها هي نفسها، بلا جسد بلا منغصات، ما اروع العلاقة بين الطرفين حين يتنحى الجسد من العلاقة امام الروح ، والروح لديها من الوسائل الكثير لصنع التألف والثقة بين الطرفين، 
هل تنظرون لي وكأني افضل العلاقات الروحية على الجسدية؟، لا، لا تخطئوا وتظنون بي ذلك، لطالما كنت اعتقد ان الروح والجسد مكملان لايمكن لأي منهما البقاء دون الاخر، الجسد وعاء الروح، والروح قلب الجسد،  ذلك كان اعتقادي ولمدة طويلة ولكن حالة جديدة  اصابتني عندما ألتقيت بأخت صبا في إحدى الجلسات التي جمعتنا في منزل صبا، كانت تشبهها لحد كبير، لها نفس الملامح، شكل الشعر ولونه، لكن لصوتها نبرة مختلفة قليلاً، او ربما كنت ارفض الاعجاب بأي صوت بعد  صوت صبا الذي مسني من اول كلمة سمعتها منها،  كانت تدعى دعد، وهو اسم لم أكن اسمعه كثيرا، ولكن كان له وقع جميل عندما تعارفنا، كانت لها شخصية مختلفة قليلا عن صبا،  كان لدعد قامة طويلة، وممتلئة، الملابس القصيرة التي كانت ترتديها تظهر الكثير من المفاتن في جسدها ، ويبدو من طريقة حياتها أنها تظهر الاهتمام بنفسها اكثر مما تفعل صبا التي تنشغل بمسؤوليات اسرتها ومنزلها طوال الوقت.

دعد، تشبه صورة المرأة التي كنت سأحبها لو لم يكن قلبي واقع في حب صبا، وفي تلك الليلة اكتشفت اني استطيع ان اجلس مع دعد ساعات طوال نتحدث في مواضيع شتى دون ملل، ولم أحتاج أن اخترع قصصا غير حقيقية لأزيد من وقت الحديث، بدأت أكتشف في تلك الليلة مع دعد روعة ان تكون لك امرأة صديقة، تحدثها دون حرج، وتسمع منها رأيا  محايدا، ليس خاضع لقوانين العلاقة بين الرجل والمرأة، ولا تشوبه قضية المشاعر والعاطفة، كان لها ذهنا متقدا، وواضحا، وافكارها واضحة المعالم، نعم للحرية، نعم للمرأة المستقلة، ماديا ونفسيا، واثقة من نفسها، تعرف ما تريد، وتقول ما ترغب بقوله،  يومها انتهى حديثنا  حين نهضت عن الكرسي فجأة ونظرت إلي نظرة جعلتني انتبه أني احدق إلى وركيها بينما هي تشد أطراف تنورتها القصيرة! 
"إلى اللقاء!!" قلت مودعا إياها في ذلك اليوم وانا اقصد تماما ما أقوله، فقد كنت اتمنى ان ألقاها ثانية، تركتنا دعد، مودعة سهرتنا، التي لم تنتهي في تلك الليلة، بل أستمرت وطالت بعد رحيلها، يومها جلست صبا تتحدث عن اختها، وكيف طردت زوجها بعد اكتشافها خيانته لها ، فترك لها ثروة من المال مع طفلتين صغيرتين، وسافر إلى إسبانيا مع امرأته المغربية التي كان قد تعرف عليها في احدى رحلاته إلى دبي ولم يعد بعدها،  كانت دعد أقوى مما يتوقع الجميع، فقد تمالكت نفسها بسرعة واتخذت قراراً بأن تكمل مسيرة حياتها وحياة ابنتيها اللتان كبرتا الان ودخلتا المدرسة!
عدت إلى البيت عند الفجر منتشياً، فرحا باكتشاف دعد، واخبرتك ايتها الجنية كثيراً عن دعد، حتى تذكرت انك لابد تعرفينها، لابد انك كنت تعلمين تلك القصص عن صبا ودعد، وإلا لماذا انت جنية من الجن، ولكن ما لم يكن تعرفينه هو تلك الأفكار التي راودتني عن دعد، أفكار كنت ارى وجهك يتقلب وانا اسردها على مسامعك،  أتذكرين عندما اخبرتك اني اكتشفت في دعد شبيه لك، انها تشبهك كثيرا ايتها الجنية، فلا حدود للحديث معها ولا محرمات،  لم يعجبك كثيرا ما قلته لك يومها، لا تحبين حالتي عندما اعجب بامرأة ما، ولكني شعرت بالارتياح على ملامحك عندما اخبرتك اني اشعر بها كتحفة فنية رائعة نتمنى النظر إليها ولكن لا نفكر بلمسها حتى لا نفُقدها ذلك البريق الذي كان يشع من عينيها، تلك كلمات كنت اعنيها، وكنت تعرفين ذلك حق المعرفة، 

No comments:

Post a Comment